المرحلة الرابعة من انجيل مرقس
وبعد أعتراف بطرس بالمشيح لقي كل النبؤات الثلاث عن الآلام والقيامة عدم تفهم التلاميذ لها وأدى كل مرة إلى إعلان شديد اللهجة على حالة الانسان بمفرده مرقس 8 : 34 - 38 أو في الجماعة مرقس 9 : 33 - 50 ، 10 : 35 ، 34 وعلى ما يطلب من الذين يتبعون يسوع وهم يحملون صليبهم واذا اتفق ان يظهر في بعض المشاهد الجمع وأناس آخرون غير التلاميذ فإن يسوع يوجه كلامه إلى تلاميذه بوجه خاص أو يفسر لهم عندما ينفرد بهم ما يطلبه منهم مرقس 9 : 28 ، 29 ، 10 : 10 - 16 ، 23 - 31 وهناك انتقال متواصل من المعلم إلى التلميذ وانتقال لكل واحد من التواضع الاختياري إلى المجد الموعود به ويريد يسوع إشراكهم في مصيره ولكنهم يبقون هم بلا فهم وهذا القسم إيضاً يختم بشفاء أعمى أخذ يتبع يسوع مرقس 10 : 46 - 52 وأما القسمان التاليان مرقس الفصول 11 - 16 فاننا نرى فيهما يسوع مع الجمع ومع خصومه ومع قضاته واأحاديث فيهما مع التلاميذ كثيرة مهمة فإن يسوع يطلعهم على قدرة الايمان والصلاة مرقس 11 : 20 - 25 وينبئهم كيف يسيرون استعداداً لمجيء ابن الانسان مرقس 13 : 1 - 37 ويشرح لهم معنى موته في انتظار ملكوت الله مرقس 14 : 22 - 25 وينبئهم بارتدادهم مرقس 14 : 26 - 31 ويحذرهم من التجربة مرقس 14 : 37 - 40 ولكن هربهم في جتسماني وانكار بطرس ثلاث مرات يدلان على فشلهم في اتباع يسوع ومع ذلك لم ينته كل شيء فان يسوع بعد قيامته يتقدمهم إلى الجليل مرقس 14 : 28 ، 16 : 7 لا شك أن التشديد على بطئهم في الايمان وعدم فهمهم المتواصل وتقصيرهم في الساعة التي يتم فيها ظهور المسيح ابن الله تعود كلها إلى مقصد أعمل فيه الفكر هذا وان دورهم المعترف به وما يعترف به لهم من عمل في متابعغة اعلان البشارة يحول دون القول ان هناك حملة على التلاميذ الأولين ولما لم ينم الايمان بيسوع إلا بعد الفصح فكان من الممكن ان تبدو حياته في الأرض لعيني مرقس زمن ظهور حقيقي ولكن تعترض سبيله كتمان السر ويحده عدم فهم التلاميذ وعدم الفهم هذا يبرز على وجه غير منتظر سر يسوع ذلك السر الذي لا يمكن تفسيره بمعزل عن الايمان الفصحي وعدم الفهم هذا له قيمة مثالية لايمان المسيحيين المعرض دائماً كإيمان التلاميذ للتقصير في مسايرة الوحي الإلهي فالاصليب لا يزال حجر عثرة ويقتضي الانجيل لكي يكون معلناً ومقبولاً في خقيقته لا الأمانة لكلام شهادة الايمان فقط بل على الخصوص أصالة الحياة في أتباع يسوع أيضاً ولا يدرك معنى سره بمعزل عن اعتناق التلميذ بما يرافقها من بطء وعسر
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق