بشارة مرقس يسوع المسيح ابن الله
إن المواعد الإلهية قد دخلت في مرحلة التحقيق ببشارة يوحنا المعمدان وقد مهد الطريق ليسوع الناصري مرقس 1 : 2 - 8 أما يسوع فيعد أن أشار الله إلى أنه ابنه وقهر الشيطان في البرية أخذ يعلن البشارة في الجليل مرقس 1 : 14 ، 15 ومن ذلك الحين نشبت مأساة بكل معنى الكلمة وهي مأساة ظهور المسيح ابن الله في مرحلتين مختلفتين اعترف كثير من الناس بتعليم يسوع وباعماله لمحاربة قوى الشر مرقس 1 : 21 - 45 ، 3 : 7 - 10 أما يسوع هو ابن الله فلا بد من ان يبقى هذا الأمر سراً مرقس 1 : 25 ، 3 : 12 ويعلن معارضة حافظي شريعة موسى راجع ( مرقس 2 - 3 : 6 وتظهر يسوع في مظهر أداة في يدي رئيس الشياطين مرقس 3 : 22 - 30 ولكن التلاميذ يتميزون تميزاً واضحاً من الجمع مرقس 4 : 10 و 33 ، 34 فالسؤال ما هذا مرقس 1 : 27 الذي على شفاه جميع الناس يحل محله عند التلاميذ هذا السؤال الآخر فمن هو إذاً مرقس 4 : 41 وهناك اجوبة مختلفة مرقس 6 : 14 - 16 ، 8 : 27 ، 28 ومه أنه أغلق على التلاميذ فهم رسالة يسوع اغلاقاً تاماً مرقس 6 : 52 ، 8 : 14 - 21 فقد توصلوا إلى الأعتراف بلسان بطرس بأنه يسوع المسيح مرقس 8 : 29 ) ولكنهم أمروا بالكتمان مرقس 8 : 30 من هنا ابتداء تعليم جديد وهو ان ابن الانسان لا بد له من أن يجتاز الألم والموت والقيامة وهذا التعليم الذي يكرر ثلاث مرات مرقس 8 : 31 - 33 ، 9 : 30 - 32 ، 10 : 32 - 34 يسير بالقارئ حتى مجابهة يسوع لخصومه في أورشليم مرقس الفصول 11 - 13 وعندئذ تبلغ المأساة خاتمتها وينكشف سر يسوع في أثناء آلامه مرقس الفصلان 14 ، 15 فإن أعلان يسوع أمام المجلس الذي يحكم عليه بالموت مرقس 14 : 61 ، 62 والكلام الذي يفوه به قائد المائة عند موته مرقس 15 : 39 يلتقيان وما أوحاه الله عند المعمودية والتجلي مرقس 1 : 11 ، 9 : 7 ويؤيدان عنوان الكتاب وهو ان يسوع هو المسيح ابن الله وفي أثناء ذلك كمت أفواه الشياطين عن الكشف الخبيث للأسرار مرقس 1 : 24 ، 34 ، 3 : 11 وأسكت التلاميذ عن إعلان ايمانهم بالمشيح مرقس 8 : 29 ولا يمكن جلاء معنى تلك الأقوال قبل آلام المسيح وموته ورواية الآلام هي ذورة الكتاب فقد مهدت لنا الطريق للمنازعات في أورشليم والاعلان الثلاثي الذي تبع إعلان بطرس لايمانه والتشاور بين الفريسيين والهرودسيين في إهلاك يسوع راجع مرقس 3 : 6 ثم أجابت عن السؤوال الوارد منذ أول عمل علني ليسوع بحسب انجيل مرقس 1 : 27 وأوضحت أسباب ما في الكتاب من التشديد على ما قيل له سر المشيح ولا شك ان هذا الالحاح يعود إلى أن يسوع لم يعترف به في حياته في الدنيا كما اعترف به الفصح ولما كان السر يتناول الصفات التي يتم بها التعبير عن الايمان المسيحي مرقس 1 : 1 ، 3 : 11 ، 8 : 29 فيبدو أن مرقس يريد الدلالة على أنها سابقة لاوانها وأنها تبقى ملتبسة على اليهود والوثنيين ما لم يعترف بحقيقتها في تواضع المصلوب
تعليقات
إرسال تعليق