بشارة مرقس وأصل الكتاب

منذ نحو السنة 150 أثبت بابياس مطران هيرابوليس نسبة الإنجيل الثاني لمرقس لسان حال بطرس في رومة وكانوا يقولون أن الكتاب ألف في رومة بعد وفاة بطرس راجع مقدمة الرد على مرقيون في القرن الثاني ايريناوس أو قبل وفاة بطرس راجع اقليمنضس الاسكندري أما مرقس فكانوا يعتقدون أنه يوحنا مرقس المولود في أورشليم رسل 12 : 12 ورفيق بولس وبرنابا رسل 12 : 25 ، 13 : 5 ، 13 ، 15 : 37 ، 39 ، قولوسي 4 : 10 ثم رفيق بطرس في بابل أي رومة على الأرجح وفقاً لما ورد في 1 بطرس 5 : 13 ويكاد أن يكون إجماع على ان الكتاب ألف في رومة بعد اضطهاد نيرون السنة 64 وقد تدل ذلك بعض الالفاظ اللاتينية في صيغة يونانية وبعض التركيبات اللاتينية ويقدر ان الكتاب موجه إلى غير اليهود خارج فلسطين لما يظهر فيه من الاهتمام بشرح العادات اليهودية مرقس 7 : 3 ، 4 ، 14 : 12 ، 15 : 42 وترجمة الألفاظ الآرامية والتشديد على أهمية الانجيل للوثنيين مرقس 7 : 27 ، 10 : 12 ، 11 : 17 ، 13 : 10 أما الالحاح في ضرورة اتباع يسوع وحمل الصليب فذلك أمر كان موافقاً موافقة خاصة لحاضر جماعة يهزها اضطهاد نيرون ولما كان مرقس ينبئ بخراب الهيكل من غير أن يلمح تلميحاً واضحاً إلى النحو الذي جرت عليه الأحداث فما من شيء يحول دون القول أن الأنجيل الثاني ألف بين السنة 65 والسنة 70 أما صلة الكتاب بتعليم بطرس فهي عسير التحديد أن عبارة بابياس لسان حال بطرس غير واضحة ولكن المكان الذي يشغله بطرس يدل على كلام شاهد عيان ولا يبرز من جماعة الاثني عشر سوى يعقوب ويوحنا كأنهما كفيلان لشهادة بطرس ومع ذلك فلا يكال له المذبح واذا لم يخض بإحسن مقام فليس في ذلك على حملة عليه إن مسألة تبقى هي بأسرها فالنقاد يتخيلونه على وجه يختلفون فيه على قدر ما يجعلونه لمرقس من شأن عندما يقارنونه بمتى ولوقا فيرى بعضهم أنه الأصل الذي استندا إليه ويرى غيرهم أن هناك قبل مرقس مجملاً أول فيه تقليد على يسوع ومهما يكن من أمر فإنه يسشف من تأليف انجيل مرقس أن هناك مرحلة سابقة للتقليد كان الناس يتناقلون فيها أعمال يسوع وأقواله بمعزل عن أي عرض شامل لحياته أو لتعليمه ولا شك أن رواية الآلام بدت في البدء سلسلة روائية فيها عدة حلقات ومن الممكن أن بعض المجموعات الأولية كيوم في كفرناحوم مرقس 1 : 21 - 38 أو مناظرات مرقس فصل 2 ، 3 : 6 قد وضعت في وقت مبكر وكانت من مراجع مرقس وهناك سؤال لم يلق جواباً كيف كانت خاتمة الكتاب؟من المسلم به على العموم أن الخاتمة كما هي الآن مرقس 16 : 9 ، 20 قد أضيفت لتخفيف ما في نهاية كتاب من توقف فجائي في الآية 8 ولكننا لن نعرف أبداً هل فقدت خاتمة الكتاب الأصلية أم هل رأى مرقس أن الاشارة إلى تقليد الترائيات في الجليل في الآية لا يكفي لاختتام روايته

تعليقات